كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان مع بيان الادلة الشرعية

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان مع بيان الادلة الشرعية … هو عنوان هذا الموضوع، وهو من الأسئلة الشائعةِ التي يكثرُ البحث عنها من قبلِ المسلمينَ، وفي ذلك المقال سيتمُّ ذكر قليل من الأمورِ التي يُمكن أن تساندَ المسلمَ على التخلص من إشكاليةِ الغضبِ ومآلاته، كما سيجد القارئُ خطاب الفرقِ بينَ الحنقِ وبين قليل من الصفاتِ الأخرى.

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان مع بيان الادلة الشرعية

كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان مع بيان الادلة الشرعية
كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان مع بيان الادلة الشرعية

لقد وردَ مجموعة من المواضيعِ القانونيةِ سواء من القرآنِ الكريمِ، أو السنةِ النبوية المطهرةِ، التي تدلُّ المسلمَ على كيفيةِ علاجِ الغضبِ، وفي تلك العبارةِ من هذا المقالِ سوف يتمُّ بيانُ تلك الأساليبِ بشيءٍ من التفصيلِ، مع بيانِ الدلائلِ التشريعيةِ فوقها، وبينما يأتي ذلك:

الاستعاذة من الشيطان الرجيم

رُوي عن الصحابي سليمان بن صرد أنَّه قال: “كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ فَقالوا له: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: تَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقالَ: وهلْ بي جُنُونٌ”وبناءً على ذلكْ يُمكن علاجُ الغضب عند الانسان بالتعوذِ من الشيطان الرجيم.

اقراء ايضا :هل الخسوف غضب من الله،صفة صلاة الخسوف

التطهر للصلاة

ومن الممارسات التي تشجيعَّ الاسلام عليها لعلاج الغضب عند الإنسانِ، أن يقومَ المرءُ الغاضبُ بالوضوءِ مثل وضوءه للصلاةِ، وإنَّ القدوةَ من ذلك أنْ يشغلَ الغاضبَ ذاتهُ بشيءٍ يفعلُه، مثلما أنَّ أعضاءَ جسدهِ تكونُ حارةً، فيحتاجُ إلى التطهر للصلاةِ لتبردَ، ويبردُ الحنقُ عنه، وقدْ رُوي بذلكَ حوارًا هشًا، ولا عذاب من ذكره؛ إذ لا يترتب فوق منه أحكامًا، وهو: “الغَضبُ منَ الشَّيطانُ، والشَّيطانُ خُلِقَ منَ النَّارِ والماءُ يُطفِئُ النَّارَ، فإذا حنقَ واحد منُكُم فليغتسِلْ”.

الصمت

ومن الموضوعاتِ التي حثَّ الإسلامُ الغاضبَ أعلاها هي الصمتُ والسكوتُ؛ والحكمةُ من هذا أنَّ الغاضبَ قد يتفوهَ بكلامٍ يندمُ فوق منهِ بعدما يزولَ الغضبُ عنه، أو قد يتفوهَ بكلامِ قد يُوقعه في المحظورِ، وقد حثَّ النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- على السكونِ طوالَ الغضبِ، إذ قال: “إذا غَضِبَ واحد منُكم فلْيسكتْ”.

تغيرر هيئة الغاضب

كذلك يُمكن للغاضبِ علاج الغضب من خلالِ تغيير هيئته، فإن كان جالسًا فعليه أن يضطجع، وإذا كان حاليًا فعليه أن يجلس، وقد ورد هذا العلاجُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ”ولعلَّ الحكمةَ من ذلك هو إشغالُ الغاضبِ بأمرٍ آخرٍ.