لا حول ولا قوة الا بالله علاج السحر

لا حول ولا قوة الا بالله علاج السحر … أيها المسلمون.. حديثنا في هذه اللحظات عن نفع عزيزة وكلمة جميلة ولطيفة جليلة، زهد فيها أناس، وتناساها آخرون بلا شعور، كلمة عونٍ وصفاء، وقوةٍ ونماء، لدى تحقيقها تتهاوى المتاعب، وبالعمل بها تتيسر الممارسات، ليس لها وقتٌ مقيد أو زمان محصي، كلمة عون الدنيا وكنز الأخرى أتدرون ما هي؟

لا حول ولا قوة الا بالله علاج السحر n-today.com

لا حول ولا قوة الا بالله علاج السحر n-today.com
لا حول ولا قوة الا بالله علاج السحر n-today.com

إنها كلمة تقال أدبار الصلوات المكتوبات، وإذا تعسَّر المأمور، وادلهمت الأمور، وضاقت السبل، واشتدت المآزر انفرجت وانفسحت، وجعل الله بعد العسر يسرًا، والإيذاء فرجًا ومخرجًا.

إنها عنوان هذه البيان: “فتح الإله بفضل لا حول ولا قوة إلا بالله”

هذه الكلمة إخوة الإسلام والسُنة كلمة استسلام وإذعان وتفويضٌ واعترافٌ وإيمان وثقةٌ واعتمادٌ وتوحيدٌ وبراءةٌ من حول الإنسان، إنها كلمة تسمى “الحوقلة”، وتسمى “كلمة الإعانة”، من فضائلها الجميلة كونها كنزٌ من كنوز الجنة.. وهل هناك أعظم وأجلّ من هذه المرتبة.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال ليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟” فقلت: بلى، فقال: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، والاستفهام في قوله: “ألا أدلك” للتشويق والتفخيم والاهتمام والترسيخ وعلو المقام، فكما أن الكنز أنفس أموال العباد فـ”لا حول ولا قوة إلا بالله” أنفس ما يُعدّه العباد ليوم المعاد.

ومن فضائلها: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يُعلمها أصحابه، ففي مسلم جاء أعرابي إلى رسول الله فقال: علمني كلامًا أقوله، قال: “قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم”.n-today.com

وذات مرة يتجاوزّ النبي -عليه الصلاة والسلام- على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، قال: “ألا أخبركِ بما هو أيسر عليكِ من هذا أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، مثل ذلك” (رواه الترمذي وحسنه).

إن هذه الكلمة غرسٌ من غِراس الجنة، فمَن شاء فليستكثر ومَن شاء فليستقل، فعند أحمد عن أبي أيوب ليلة أسريَّ به “مرَّ على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال: مَن معك يا جبريل؟ فقال: هذا محمد، فقال له إبراهيم: يا محمد مُرّ أمتك فليُكثروا من غِراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، فقال: وما غِراسها؟ قال: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.n-today.com

تقال هذه الكلمة دبر كل صلاة مكتوبة، وعند الذهاب للخارج من البيت وهي وقاية وكفاية وهداية، فعند أبي داوود والترمذي في جامعه “مَن قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله و”لا حول ولا قوة إلا بالله”، يقال له: هُديت وكُفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان” ولأبي داوود: “فيقول الشيطان لشيطانٍ آخر: كيف لك برجلٍ قد هُديَّ وكُفيَّ ووقيّ”.

و”لا حول ولا قوة إلا بالله” ولا حول ولا قوة على العبادة إلا بالله وذلك أن المرء إذا لم يُعنّ على العبادة فـ”لا حول ولا قوة إلا بالله”، ولهذا شُرِع لمجيب النداء عند قول المؤذن: حي على الصلاة.. حي على الفلاح أن يقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

مثلما في مسلم من حديث عمر -رضي الله عنه- – يقول ابن القيم رحمه الله: استبدال كلمة “حي على الصلاة.. حي على الفلاح” بكلمة “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وهذا مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع، فإن كلمات الأذان ذكرٌ فسُنَّ للسامع أن يقولها وكلمة الحي علت دعاءٌ إلى الصلاة لمَن سمعه، فسُنَّ للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة العبادة وهي “لا حول ولا قوة إلا بالله”.n-today.com

ومن ثوابها: أنها بابٌ من أبواب الجنة يقول سعد بن عبادة: مرَّ بيَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد صليت فضربني برجله وقال: “ألا أدلك على بابٍ من أبواب الجنة؟ قلت: بلى، قال: “لا حول ولا قوة إلا بالله” (رواه الترمذي وأحمد في مسنده)..

ذاك فضلها فما معناها؟ فكثيرٌ ممَن يرددها لا يُقام بتحقيقها ولا يقولها استشعارًا لمعناها فمعناها إخوة الإيمان كما أفاد الذري -رحمه الله-: “لا بخصوص ولا قوة إلا بالله” كلمة استسلام وتفويضٌ إلى الله واعترافٌ بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر.

فمعناها: الجامع؛ أي: إذا تبدل من حالٍ إلى حال ولا قوة على ذلك سوى بالله وذلك أجمع تعريف وأشمل ليشتمل على كل حال يتبدل منه الإنسان دينًا أو دنيا، ونحوه لا بشأن في دفع الشر ولا قوة في تحصيل الخير سوى بالله، يقول القرطبي -رحمه الله-: “لا حول ولا قوة إلا بالله”؛ أي: ما اجتمع لك من الملكية فهو بقدرة الله وقوته، لا بقدرتك وقوتك، ولو شاء لنزع البركة منه فلم يجتمع.

وقال الخطابي -رحمه الله-: معناه: إظهار الفقر وطلب المعونة من الله على ما يُزاوله من الأمور. ويقول ابن دقيق العيد: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، الحول والقوة غير مترادفين: