فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة … كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) من الكلمات العظيمة التي وردت المقالات بفضلها وعظم حالها، إذ صرح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله سبحانه وتعالى عنه: “ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله”. وقد تضمنت معان عقدية عظيمة القدر، لمن فقهها غير دلالتها على القدر، منها:

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة
فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة

– أنها كلمة استعانة بالله العظيم: ومن استعان بالله جل جلاله، فالله سبحانه يعينه على قضاء حوائجه، وجميع ما يصلحه. والاستعانة بالله من أجود العبادات وأجلّها وتعرف مكانتها وعظم شأنها من خلال سورة الفاتحة التي أمر الله سبحانه عباده أن يتعبدوه بتلاوتها يومياً مراراً، وذلك في قوله تعالى: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، فهذه الآية فيها إخلاص الاستعانة لله لأنه قدم ما حقه التأجيل فأفاد حصر الاستعانة بالله وكذلك لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة تحتوي على الوفاء لله بالإستعانة فهي تدل على ما دلت عليه.


قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” يوجب الإعانة ولهذا سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب “لا حول ولا قوة إلا بالله”

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله الف مرة

 

– الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، فقائلها يقر ويعتقد بأن الله وحده المدبر بهذا الكون المتصرف بحكمته ومشيئته فلا يحدث فيه شئ إلا بإذنه ومشيئته، كما أنه معترف بأن من كان هذا وصفه فهو بالطبع غنيًّ عن خلقه قائم بذاته متصف بصفات الكمال من القدرة والعظمة والقوة والعزة، ومن يعتقد ذاك في خالقه كان أعلاه لزاماً أن يؤلهه ويعبده ويقصده ويلتجئ إليه ولا يرجو أحداً سواه، ولا يدعو أحداً إلا هو، لأنه بيده التصرف التام وله الملك وهو على كل شئ قدير.

-التوكل على الله وتفويض الأمور إليه، والاستسلام والإذعان له مع إظهار الذل والافتقار له سبحانه فهو الغني والعبد فقير إليه ليس لديه من أمره شيئاً. ومما يدل على فضل “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وعلو رتبتها، ومما يرغب في الإكثار من قولها باللسان وإمرارها على الجنان أمور كثيرة، نذكر منها:

فعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله سبحانه وتعالى عنه ـ أفاد: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً عما قريبً وهو معكم، أفاد: وأنا خلفه وأنا أقول: قل، لا حول ولا قوة إلا بالله.

قال النووي رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة: قال العلماء: سبب هذا أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله سبحانه وتعالى واعتراف بالإذعان له وأنه صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً عن الأمر ومعنى الكفر هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم. والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع وذلك أنها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى وواضح أنه لا يكون شئ سوى بمشيئة الله وقدرته، وأن الخلق ليس منهم شئ إلا ما أحدثه الله فيهم.

وقول “لا حول ولا قوة إلا بالله” يوجب الإعانة ولهذا سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صرح المؤذن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وقال المؤمن لصاحبه: “ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة ألا بالله”، ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شئ فقوله: ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان فلا يأمن، بل يؤمن بالقدر ويقول لا قوة إلا بالله.

فمن صدقه الله سبحانه وتعالى على ما يقول فليبشر بالخير بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله سبحانه وتعالى عنه قال: إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا وحدي، وإذا فال: لا إله إلآ الله وحده لا شريك له، صدقه ربه قال: قال صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا شريك لي، وإذا قال: لا إله سوى الله له الملك وله الحمد قال: صدق عبدي، لا إله سوى أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا صرح: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي لا حول ولا قوة إلا بي.

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرج من بيته فقال بسم الله وتوكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له حسبك قد كفيت وهديت ووفيت فيلقى الشيطان شيطاناً آخر فيقول له كيف لك برجل قد كفي وهدي ووفي.

قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا”(الكهف: 46). فقد ورد في تفسير تلك الآية عن جمع من الصحابة والتابعين أن الباقيات الصالحات هي سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسئل ابن عمر رضي الله سبحانه وتعالى عنهما عن الباقيات الصالحات؟ فقال: لا إله سوى الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.