مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس 2022

مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس 2022 .. تصادف اليوم، 20 مارس/ آذار، ذكرى استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي (1881 – 1956)، وهي مناسبة استَآبت إثر الثورة بعضاً من أفقها الشعبي، بعد أن كانت مجرّد طقس مناسباتي واستعراضيّ أثناء فترتي حُكم الرئيسين حبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، واللتين دامتا من التحرير إلى ثورة 2011.

مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس 2022

مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس 2022
مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس 2022

هذا العام، تأتي الذكرى بوقتٍ عادت فيه المبادرات الثقافية بأسلوب رسمي منذ أسبوع تقريباً. وفي إطار تلك الرجوع نجد تظاهرتين خاصّتين بالكتاب؛ الأولى تحت عنوان “تونس: مدينة الآداب والكتاب” وتقام في الشارع الأساسي في تونس العاصمة، والثانية معرض كتاب بلدة صفاقس.

لم تفوّت التظاهرتان حدث “عيد الاستقلال”، حيث تحضر فعاليّات متربطة به فيهما؛ فضمن “مدينة الآداب والكتاب” تُوقف على قدميه اليوم اجتماع يُطلِق أعلاها منظّموها اسم “خيمة فكرية” جلَد عنوان “الإعتاق في كتابة المؤرّخين”، يشارك فيها المؤرّخ عبد الستار عمامو وكاتب القصص التاريخية حسنين بن عمو.

أما في “معرض صفاقس”، فتواصل هيئة “تونيزيا ريفيو أوف بوكس” مبادراتها في مؤازرة الكتب الفكرية القيّمة بتوفيرها بتكاليف مخفّضة. بمناسبة ذكرى التحرير، قُدّم اليوم كتاب “عرق البرنوس” في إطار جناح “مكتبة ملاك” بثمن رمزي (عشرة دنانير، أي أصغرّ من 3 دولار)، وهو عمل وضعه بول فينياي دوكتون يفضح فيه الجرائم الاستعمارية، وقد نقله إلى العربية الأزهر الماجري.

يمثّل تواجد الكتب ضمن الاحتفال بذكرى التحرر في تونس واحداً من المؤشّرات لابتكار صيَغ مدَنية لمقاربة مناسبات كهذه، وعدم اختصارها في بروتوكولات حكومية من قبيل خُطب الزعماء أو توظيفها سياسياً من قِبَل الأحزاب.

المقاومة التونسية للاحتلال

عملت الجمهورية الفرنسية على تحويل حمايتها على تونس بشكل مطرد منذ عام 1881م لاستعمارٍ ملحوظٍ ومُإستهل عانت خلاله البلاد من الانكماش السياسي، ونُهِبت خيراتها وثرواتها، وقدَّمت عدداً كبيراً من الشهداء على مرِّ الأعوام، حيث تمَكّنت السلطات الفرنسية في جميعَّ مرةٍ إطفاء أيِّ طرازٍ من أشكال الصمود، مُعتمدةً على سياسة الاغتيال والاعتقال والنفي.

وتجسَّدت الصمود في عددٍ من الثورات، مثل الثورة التي اندلعت في طليعة الثمانينيات من القرن التاسع عشر، إذ اشتعلت ثورة الجهاد المُقدَّس في الشمال التونسي في مواجهةَّ المحتل الفرنسي، وكانت الثورة التونسية الأولى شبيهةً بالثورات القبلية التي لا تجد دعماً كافياً إلَّا في مرابع البدو

إذ تتواجد المناطق الجبلية وشعابها وكهوفها ومخابئها التي تحمي المقاتلين عند محاولة الاجتياح البري أو الغارات، بينما تنشط في المدن الحركات السياسية الشبابية من خلال الذهاب للخارج في مظاهراتٍ للمطالبة بالحقوق التي سُلِبَت من الشعب ومنحت للمستعمرين الفرنسيين، لتضعف بذلك حركة الصمود المسلحة، وتتضاءل أمسىّجاه أنحاء الجنوب التابع للشرق التونسي إذ الأرياف والقبائل البدوية.