شهر 3 ميلادي أي برج

شهر 3 ميلادي أي برج ..ما هو الأسهل بالنسبة إلى سمكة عادية : السباحة مع التـيار أم الارتفاع عكسه ؟ مجاراة التيار هي الأسهل بالتأكيدً لا لسمك المحيطات وحسب إلا أن لمواليد برج الحوت الذيـن هم من أسرة الأسماك ولو اسماً لاغير . في مجاراة تيار الحياة يجد الإنسان المولود في برج الحوت والذي يرعاه إله البحار نبتـون سعادته وراحته النفسية فيما يُعتبر السير في اتجاه معاكس أمراً شـاقاً لا تقوى عليه طبيعته الكسولة وحبه للحياة السهلة . ” أرغب أن أعيش ” هو المبدأ الذي يُؤمن به ويُسعى العمل به قدر المُسـتطاع .

ولو قيل لهذا الإنسان إن العالم يتداعى أو إن المجاعة تعمّ بالأرض أو أن التـلوث سوف يجهز على البشرية عاجلاً لما ردّ بأكثر من الضحك أو التـثاؤب . فهو راض ٍ بحاضره عديم المراعاة بغده , لا يصبو إلى مال أو سلطة , ولا يأمل من دنياه أكثر من حلاوتها . وبما أنه طفيف الطمع والجشع لا شيء يسوقه إلى الحركة أو القساوة . إن ما يفعله رداً على التحدي والإثارة سلاطة اللسان ومرارة البيان . غضبه سطحي قصير الأمد يُشبه دوائر الماء لدى رمي صخر فيه حيث سرعان ما تـتلاشى ويستعيد سطح الماء سكونه وصفاءه .

يجد مولود برج الحوت الراحة والانتعاش في شرب السوائل كالماء وغيره , يشاهد العالم من خلال منظار وردي يرسم له جميع الأشياء جميلا ً رائعاً . ولا يقصد ذلك أنه يجهل واقع الحياة بألمه ومرارته , غير أنه يُفضل الهروب إلى الرؤيا والوهم مُقـنعاً نفـسه بأن موقفه هذا هو عين الصواب .

وبكلام أوضح يتجاذب مولود برج الحوت سؤالان أو فكرتان فوق منه أن يختار بينهما . فهو مضطر إمّا إلى العوم على سطح الماء ومعرفة واقع الدنيا أو الغوص إلى الأعماق بعيداً عن أهدافه الأساسية . والحقيقة أنه كثيراً ما يتردد لعدم استطاعته الرؤية بوضوح مثـله في ذاك مثـل السمكة التي تـنظر إلى جانبيها بدلا ً من البصر إلى الواجهة .

يرمز مولود برج الحوت ? الذي هو آخر الأبراج مثلما نعلم ? إلى الهلاك والخلود في حين يرمز برج الحمل ? أول الأبراج ? إلى الإنجاب . ويمكن القول أن هذا البرج الأخيـر هو ملخص لما سبقه من أبراج , أي أن الإنسان المولود فيه يتصف أحياناً بمعرفة العذراء , وشكوى قضائية الميزان , وابتهاج الورم الخبيث , وكرم القوس , وصراحة الأسد , وشعور الجدي بالواجب , واندفاع الحمل , وقوة تحليل الدلو , وكسل الثور , وسرعة الجوزاء , كل هذا أو بعضه في آن ٍ واحد . إضافة إلى ذلك توجد عند مولود الحوت حركة مطردة وتأهب للتحوّل الذاتي .

تلك الميزة المختصة التي حُرمتها الأبراج الأخرى قدرته من الانسلاخ عن نفسه وهكذا استعراض المنصرم والحالي والمستـقـبل دفعة واحدة المسألة الذي يُفسّر إلى حدٍ ما طريقة تـنبئه بالأشياء قبل وقوعها . إنه في فكرة القلة أصدق برهان على فلسفة التـقمّص التي يُؤمن بها الكثيرون .

في منظور هذا الإنسان أنه خالد ممّا يدفعه إلى إهمال سلامته وراحته في طريق الآخرين . من الأمور التي تتسبب في له الضرر الجسيم المسكنات والمهيجات والإرهاق ومشكلات الغير التي تطارده دوماً وبعض الطقوس السيئة في المأكل والمشرب .

ما قد يعوّضه من ضعفه الجسماني هذه الشدة الخارقة التي يستمدها من الإيحاء الذاتي . فهو يمكن له إقناع نفسه بأنّ لا رهاب فوقه من أي كلف أو واحد .

بصرف النظر عن خجله الغريزي ينفع مولود برج الحوت في التمثـيل المسرحي ولو كان ضعيفاً متعجل التأثر أمام الإنتقاد . ويتلذذ بذاكرة مُذهلة ومزاج مُرهف وحس جمالي يُمكنه من ولوج باب الكتابة والتأليف نثراً وشعراً . ولما كان عنده ملكة هائلة تـُميّـز الخير من الشر ويمكن لها مقاومة جميع أنواع الإغراء ينفع في أن يكون رجل دين أو متصوفاً يُشار إليه بالبنان .

وهو في مختلف الأحوال مندفع في سبيل المرضى والفقراء والمعوزين لا يفرق بين واحد وآخر ولا يُقاضي أو يحاسب أحداً .

مزاجه سلاح خفي يستعمله عند الحاجة . يضحك أحياناً ليُداري دموعه أو يُضحك الآخريـن دون أن يفـتر ثـغره عن الابتسام . لا مبالاته ستار لضعفه , وشكل التعذيب يملك قشرة خارجية لا أكثر .

طبيعة ذلك الإنسان بعيدة المنال , تقوم على التهيؤات والتهرب من الواقع . من العسير أن يدركها واحد من غيره ما لم يستخدم العديد من الخيال وما لم يعرف سلفاً أن رمزه الماء بخضرته ورطوبته ووحله وتحركه المتواصل , وأن سرّه العميق مدفون في قعر المحيط حيث لا يدري به سوى كوكبه نبتون .

من 21 الى 31 مارس

برج الحمل

يرمز برج الحمل إلى الولادة أو الطفولة المتـفائـلة السعيدة بأي حال من الأحوال , وكما الغلام ينسى العالم من حوله ويتـلهى بأصابع يديه وقدميه هكذا إنسان برج الحمل , نجده يدور في سفينة نفسه مهتماً بحاجاته أولا ً وأخيراً , إذا نشد إلى شيء نهض بالمستحيل كي يصل إليه . العالم مهم في نظره بمقدار ما هو مرتبط بكيانه ووجوده , هل هي الأنانية ؟ نعم إذا اعتبرنا الأطفال أنانيـين .

والحقيقة أن هـذا الإنسان لا يعي على الإطلاق ما يفعل , انه بريء براءة الطفل الذي يشفع لتـلك المعادية التي عُرفت عنه.
براءة أم سذاجة ؟ لا فرق ! إنها الطابَع التي تحفظه في مأمن من الفزع . إنسان برج الحمل لا يخشى أحداً أو شيئاً ما لم ينله الأذى حقا ً , لكنه هنا ايضا ينسى بسرعة ويقع مجددا في المحاولة .

هو صادق غير غير مخلص، يؤمن بالأشخاص والظروف، ويكره الكذب على الرغم من تمسكه بالأحلام والأوهام . وهو بقرب ذاك نبصره يرد على المشاكسة أو المواجهة بالصراخ والضوضاء لجهله أسلوب اللف والدوران . من حسناته تعلّقه بالمثالية . يدافع عن مبادئه بجميع قواه . وبما أنه حرّ الحس الأخلاقى والرأي نتفرج عليه يحمل سيف الحق في يده ويحارب الغدر والظلم أينما وُجدا .

لنتساءل هل إنسان برج الحمل ضعيف حقا ؟ إذا كان أيضا فضعفه من صنف خاص لأنه يُفضل الموت على الظهور بمظهر المقهور . إذا تألم إنتحب من الداخل . دموعه عزيزة لا تبدو إلاّ في حالات ضئيلة يفوق فيها ألمه حاجزّ الاحتمال .
في مجال المجهود مكانه الأوج . إذا عاكسته الأحوال ولم يبلغها ظهرت عليه بوادر النقمة والألم , فهو يكره بشدة أن يكون تابعا ومرؤوساً .

يغلب على مواقفه الاستقلال والفردية . يجود بوقته وماله وممتلكاته ولو كان يحتاج إلى التواضع والرقة واللباقة . وهو كذلك قليل الصبر متعجل الرأي الناقد . إذا وجد في موضع عام ? مطعم أو مقهى أو فندق مثلا ? لا يتوانى عن التذمر والشكوى ولو كان في النهاية يجزل المنح دون حساب .

جرأة إنسان برج الحمل تدعو إلى الحيرة والاستغراب ؛ فبينما نشاهده يشق طريقه بعزم وثبات وتحد لجميع المجازفات الخطيرة نجده يرتعش وينكمش أمام الأوجاع الجسدية . مثلا , لا يذهب إلى عيادة دكتور الأسنان إلاّ مُكرها . ولما كان برج الحمل كثير التفاؤل فإنه يمكنه التغلب سريعا على الأمراض العضال والأوجاع الناجمة عن الكآبة والانقباض . ثم إنه , بقرب ذاك , نشيط دؤوب يحمل ذاته زيادة عن طاقتها ولو بلغ به الموضوع إلى حاجزّ الانهيار .

من بين الصفات التي يفتقر إليها ذاك الإنسان الدبلوماسية والاحتيال واللباقة وإن كان غير مستبعد أن يحصل عليها مع الزمان وبعد محاولات عدة قاسية .

ذلك ولا تأتيه الثروة بيسر ولكنه عادةً يعين غيره على جنيها . يندر أن يحوز بيتا أو عقارا . إذا نضب الملكية بين يديه لا يحس بالأسى لأن أهدافه وفيرة وليس المال أوّلها . ورغم أنه محور نفسه سوىّ أنه يستمتع بروح دافئة معطاءة قلما توجد في الأبراج الأخرى . إذا خـُيـّر بين المال والشأن اختار الأخير .

يحبّ المديح والثـناء ويحمل لواء الواقعية والمثالية في آن فرد . وهو ايضاً سريع الغضب سريع النسيان والهدوء . يؤمن بالأعاجيب ويرفض الفشل . يملك طاقات عمل وكدّ ترهق المحيطين به . إذا أراد الهدوء والجد نجح في اكتسابهما إلا أنه قلما يسعى إليهما قبل سن الشيخوخة أو على أقل ما فيها النضوج الكامل .

إنسان برج الحمل أيضا حاذق في إلزام آرائه على الآخرين , وفي كسب الرأي العام إلى جانبه , لكنه فاشل في السياسة . وإذا وُجد عدد محدود من مواليد ذاك البرج بين كبار السياسيين العالميين اعتبر على أرض الواقع في الإجراءات التجارية والفنون الخلاقة والتخطيط والتصميم .

أما في مجال الصداقة فهو محبّ وفيّ وكريم النفس واليد ولاسيما حين يلقى تجاوبا من الآخرين يهب من ممتلكاته وجهده ووقته ويتنبأ الشكر والتقدير بمقابل ذاك . من فضائله عدم التردد في إسداء الخدمات حتى إذا لم ينل التقدير اللازم .
من شيمه الأخرى المواظبة والإقدام . مثله في ذاك مثل القائد الباسل الذي يتقدم الجند إلى ساحة القتال .

طبيعته الصلبة تضمن له نجاحا أكيدا وحياة طويلة وغزيرة . إنه باختصار المشعل الذي ينير الطريق في مواجهة جميع الذين يؤمنون مثله بالمبادئ والمثل .

من المشهورين مارلون براندو، بيت ديفيس، توماس جيفرسون، هوديني،إلتون جون، أريثا فرانكلين، غلوريا ستينيم، وليام ريتش، شارلي شابلن،جيمس كلارك