حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج من باب التبرك

حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج من باب التبرك … ورد سؤال لدار الإفتاء نصه “ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج فى الـ7 والعشرين من شهر رجب؛ حيث يزعم عدد محدود من الناس أن الإسراء لم يصدر فى ذلك الزمن وأن ذاك بدعة”.

حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج من باب التبرك

حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج من باب التبرك
حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج من باب التبرك

المشهور الموثق من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع فى ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى فى ذاك الزمان الماضي بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبى صلى الله فوق منه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التى تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بذلك الحدث العارم فهى أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يمكن الأخذ بها ولا التعويل أعلاها.

 

أسبابها

أتت رحلة الإسراء والمعراج لتخرج النبى الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، من وضْعه الحزن التى تعرض لها عقب “عام الحزن” الذى توفيت فيه السيدة خديجة قرينته، وعمه أبو طالب واللذان كانا يدافعان عنه ويلهمانه الجلَد على الاستدعاء وعلى أذى المشركين.

ولقد ذهب الحبيب المصطفى إلى الطائف لعله يجد ثمة أناسا يستمعون له ويؤمنون بالله، فما كان من بينهم بل سلطوا أعلاه سفهاءهم والصبية الصغار ليقذفوه بالحجارة حتى أدموا رجليه الطاهرتين، فاحتمى ببستان ثمة وأسند ظهره الشريف إلى شجرة منه، ورفع عيناه إلى السماء والدموع تسرى منها وتحدث دعاءه الشهير:

“اللهم إليك أشكو ضعف قوتى، وقلة حيلتى، وهوانى على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلنى، إلى عدو يتجهمنى، أو إلى قريب ملكته أمرى، إن لم تكن غضبان على فلا أبالى، غير أن عافيتك أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بى غضبك، أو تحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

معجزة الإسراء

بينما كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، نائما فى مضجعه أتاه جبريل عليه السلام، فهمزه برجله، فجلس رسولنا الكريم فلم يرَ شيئا، ثم آب إلى مضجعه، فأتاه مرةً ثانية فهمزه برجله، فجلس ولم يرَ شيئًا، ثم آب مرة أخرى إلى مضجعه، فأتاه مرة ثالثة فهمزه برجله، ووقتها قام رسول الله بصحبته، وخرج به جبريل إلى باب المسجد، فإذا رسول الله يرى دابةً بيضاء بين البغل والحمار، وهى “البراق” فى فخذيها جناحان تحفّز بهما قدميه، ثمّ وحط جبريل يده فى منتهى طرف الرّسول فحمله عليه، وخرج برفقته.