يمكن للإعلام أن يؤدي دورا إيجابيا في تيسير الحوار والتسامح

يمكن للإعلام أن يؤدي دورا إيجابيا في تيسير الحوار والتسامح … فهناك العديد من الميديا التربوية الهامة والمتنوعة، ومن بين تلك الوسائل الفضائيات والمواقع والصحف، حيث يتم بواسطتها نشر وإشاعة العديد من الأحداث الدولية إلى أجزاء عديدة من العالم، ولدى الفضائيات والمواقع والصحف الكثير. الأدوار في نقل الحديث وتيسيره، مثلما أنه يترك تأثيرا إيجابًا في عملية التسامح على كميات وفيرة من الناس. على يد الميديا، نقوم بالتعرف على المستجدات والظروف الاقتصادية والسياسية في البلد، وسنتعرف على قيام الميديا بدور موجب في تيسير الحديث والتسامح.

يمكن للإعلام أن يؤدي دورا إيجابيا في تيسير الحوار والتسامح

يمكن للإعلام أن يؤدي دورا إيجابيا في تيسير الحوار والتسامح
يمكن للإعلام أن يؤدي دورا إيجابيا في تيسير الحوار والتسامح

الميديا هي مجموعة من أدوات وطُرق التواصل التي يستخدمها عديد من الناس لنقل البيانات لبعضهم القلة، وتستخدم في الدعايات الترويجية أو لنقل المعلومات والأخبار بكافة أشكالها للجمهور. من خلال هذه الوسائل يمكن لنا التعرف على أشكال مغايرة من الأنباء والبرامج التلفزيونية التي تعزز التسامح، حيث تلعب الفضائيات والمواقع والصحف دورًا جوهريًا في تحري الصفح من الطرف الآخر وتسهيل عملية الحوار بين المقدم والمشاهدين.

البيان صحيح.

اقراء ايضا : معلومات عن اليوم العالمي للتسامح 2021 واجمل العبارات

أهمية الحوار والتسامح

حظيت زيارة البابا فرنسيس لمصر بحفاوة حكومية ودينية وشعبية كبيرة، وأطلق طلب إلى الانفتاح والحوار بين الأديان، مشدداً على وجوب إنهاء العنف والوحشية، وصرح البابا في كلمته: «لن يكون هناك أمان بدون تعليم جيد للشباب يعول على إستحداث الهوية غير المكتومة على نفسها، والانفتاح على الجميع»، وجرّد على «أننا مقتنعون بأن مستقبلنا سوياً يستند على الحوار بين الأديان والثقافات»، مبيناً أنه «لا يمكن تشييد عصري على عدم الوضوح وغياب الصراحة، مع وجوب وجود الشجاعة على الاختلاف، لأن اختلاف الدين لا يعني وجود عداوة… نحن مقتنعون بأن الخير يلزم أن يطال جميع الأطراف»، داعياً إلى استراتيجية لتغيير التسابقية إلى تعاون، فلا يوجد بديل عن المحفل والحوار، وأكد البابا إلى أن مستقبل البشرية يعتمد على الحوار بين الثقافات المتغايرة.
السؤال الذي علينا قذفه: هل من الممكن أن تجدي لغة الحديث والتسامح في مجتمعاتنا ودولنا العربية الإسلامية؟ علينا أن نقر ونعترف بأن واحد من العوامل الأساسية لاشتعال الحروب الأهلية المشتعلة في زيادة عن دولة قطر عربي ترجع إلى انعدام لغة المحادثة والتفاهم، وانعدام وجود التسامح في مجتمعاتنا.
مرة ثانية نسأل: لماذا تشعبت وتوسّعت الحروب الطائفية والدينية وتفشَّت المصالح القبلية والمناطقية؟! ما نتفرج عليه من نتائج مدمرة وقاتلة في منطقتنا يرجع إلى غياب التفاهم والتسامح.
هل يمكن أن تنتشر مفاهيم التسامح في مجتمعاتنا العربية ودولنا. إننا لسنا يائسين من ذاك، ولكننا نحتاح إلى جهود جبارة لتلبية وإنجاز هذه القصد. وعلى الرغم من أن الأديان السماوية تدعو في جوهرها إلى التسامح، بل ذاك المفهوم تشعب وتوسّع في عصر التنوير في القرنين السابع والثامن عشر على نحو واسع، وقد صاغ مفاهيمه فلاسفة التنوير الأوروبيون، مثل فولتير وجون لوك وروسو وجون ستيوارت ميل وغيرهم، والداعِي الرئيسي لبروز الاحتياج للتسامح هو أن أوروبا التي دمرتها الحروب الدينية الطاحنة بين الكاثوليك والبروتستانت صوب 400 سنة، برزت فيها حركة التصليح الديني في القرن السادس عشر، التي أدت مجهوداتها إلى إضعاف الكنيسة حتى الآن تعدد الانشقاقات في المسيحية، ونشأة عدة طوائف وشيع، إضافة إلى ذلك سعي الملوك لتقليص تأثير الكنيسة الزمني، جراء انتشار الفساد فيها، والإفراط في المادية.
السؤال هذه اللحظة، وعلى ضوء الخبرة الغربية: هل يمكن إنجاح مفهوم الحوار والتسامح في بلداننا ومجتمعاتنا العربية الإسلامية؟ هل لدينا حركات فكرية حرة تؤمن إيماناً نهائياً بحرية العقيدة والتبجيل المطلق لأفكار واعتقادات الآخرين الذين يختلفون معنا في العقيدة أو المذهب؟!
أما في الولايات المتحدة ولقد برز مبدأ التسامح على يد المصلح البروتستانتي مارتن لوثر 1541، الذي ربط ذلك المفهوم بحرية المعتقد والإيمان والضمير، وتزامن ذاك مع نتوء النزعة الآدمية لدى عدد من المصلحين اللاهوتيين للمسيحيين.
مجتمعاتنا العربية الإسلامية للأسف الشديد تتكبد من انتشار حركات الإسلام السياسي التي لا تؤمن بالحوار ولا بالتسامح، وترفض رأي التعددية الفكرية والدينية، وتكفر الآخر، وتدعو إلى نبذه وإبعاده وإنهائه فقط لأنه لا يشبه عنه فكرياً أو مذهبياً، بمعنى أنهم يعززون روح البغض والكره بين المجتمع الواحد.
السؤال: لماذا المفاهيم الغربية تؤمن بالمحبة والإخاء والسلام في حين نجد حركات الإسلام السياسي تعزز البغض والكره ونبذ الآخر فقط لأنه يتفاوت عنه بالعقيدة أو المذهب في مخالفة صريحة لمبادئ الإسلام. التسامح له ثمن سياسية أقر بالاختلاف والجدل والحوار بدلاً من الإقصاء والترحيل السياسي. والتسامح له سعر حقوقية تدعو إلى عدم المفاضلة بين المدنيين، واحترام القانون الذي يحدد الحقوق والواجبات التي يجب أن يلتزم بها الجميع.
هل هنالك فرصة لأن تسود مفاهيم الحوار والمحبة والإخاء والتسامح في مجتمعاتنا ودولنا؟ نقولها بكل صراحة ووضوح: يمكن تحقيق ذلك بسهولة إذا تم تأدية الديمقراطية في الوطن العربي، وتم ترحيل الدين عن السياسة، أو كما أكد الفيلسوف الفرنسي فولتير فإن وجود التسامح الديني داخل المجتمع يحتاج الوقوف مقابل كل أشكال التعصب، بواسطة إعزاز قيمة الذهن والبعد عن التزمت، وإجلال الحرية في جميع مجال، بخاصةً حرية الاعتقاد وحركة الفكر الإنساني