متى عاد الملك عبدالعزيز الى ارض الاباء والاجداد

متى عاد الملك عبدالعزيز الى ارض الاباء والاجداد … مضت 67 عاماً هجرياً على موت الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مؤسس السعودية، بل ذاكرة الوطن واصلت تختزل تفاصيل شخصية ذاك القائد الملهم.

متى عاد الملك عبدالعزيز الى ارض الاباء والاجداد

متى عاد الملك عبدالعزيز الى ارض الاباء والاجداد
متى عاد الملك عبدالعزيز الى ارض الاباء والاجداد

واختلف المؤرخون حول تاريخ إنجاب الملك عبدالعزيز آل سعود، إلا أن العديد منهم ذهبوا إلى مصادر المؤرخ هاشم بن فرحان النعمي الذي علل أنه صبي بمدينة الرياض عام 1293هـ الموافق 1876م، بحسب ما ورد في مجلد تاريخي من ضمن 12 مجلداً طبعتها دارة الملك عبدالعزيز عن سيرة وشخصية الملك عبدالعزيز ومراحل تشييد الجمهورية المملكة العربية السعودية الثالثة، وقد استعرضت وكالة الأنباء المملكة العربية السعودية “واس” صفحات هذه المجلدات بمناسبة اليوم الوطني للمملكة 88.

وخضعت الرياض عاصمة السعودية لحكم البلد المملكة العربية السعودية الأولى والثانية، ثم عادت لحكم البلد المملكة العربية السعودية الثالثة بواسطة الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1319هـ، وقد تولى ملك السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الابن الـ5 والعشرون للملك المؤسس إمارة الرياض عاصمة السعودية مرتين بعد أن عرَض الملك عبدالعزيز نسق الأمراء والمجالس الإدارية عام 1359هـ، وجعل إستلام وتعهد إمارة العاصمة السعودية الرياض بحسب أمر تنظيمي ملكي، فكان توليه إمارة الرياض عاصمة السعودية لأول مرة ما بين عامي 1374هـ إلى 1380هـ، والثانية ما بين عامي 1382هـ حتى 1432هـ.

وإذا أصرَّ الملك عبدالعزيز على إعادة الرياض التي تعد امتداداً تاريخياً لمسيرة الآباء والأجداد، فإنه ولد وترعرع فيها، ونهل من علمائها بعدما عهد به والده الإمام عبدالرحمن بن فيبلغ آل سعود إلى القاضي عبدالله الخرجي لتعليمه كتاب الله الخاتم والقراءة والكتابة وهو في سن السابعة من عمره، وفي سن العاشرة تلقى تحصيله في الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وبالتوازي مع هذا كان الملك عبدالعزيز يتعلم ركوب الأفراس، وخبرات مهارية الفروسية.

وتأثرت شخصية الملك عبدالعزيز بكثرةً بشخصيّة والده الإمام عبدالرحمن الفيصل إذ كان أباً، وُمعلماً، وأخاً، وصديقاً لابنه، فضلاً عن شخصية أمه الأميرة سارة السديري التي كانت من أضاف النساء عقلاً وتدبيراً، وقد كان محباً لإخوته (خالد، فيصل، فهد، محمد، نورة)، بل علاقته بالأميرة نورة احتلت رتبة كبيرة في نفسه حتى إنه ينتخي بها بالقول: “أنا أخو نورة أنا أخو الأنوار”، ويرعي الحفاظ على زيارتها يوميًا في منزلها.

ولجلالة الملك عبدالعزيز شخصية ذات بأس آسرة، ومهابة تأثر بها كل من قابله، ومن جهة أخرى كان له صورة باسمة مشرقة بأسارير متهللة بما عُرف عنه من سهل الجانب والتواضع والمرح، وعدم تكلّفه في الحديث مع أولاد شعبه ورعيته، فضلا عن كرمه وسخائه مع الجميع، فلم يكن ملكًا ليس إلا، بل كان رب عائلة ومحباً للجميع، ورجلاً قدوة في أفعاله وسلوكياته.

اقراء ايضا : ماهو شعار كلية الملك فهد الأمنية

وبهرت شخصية الملك عبدالعزيز الكمية الوفيرة من المفكرين والمؤرخين في الكوكب، ومن ضمنهم المؤرخ الصيني البروفيسور يانغ يان هونغ الذي قال عنه: “لقد كان الملك عبدالعزيز واحد من العباقرة الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة بجهودهم الجبارة التي لا تعرف الكلل أو الضجر، وأثروا في تزايد المجتمعات الآدمية وتقدمها صوب الغرض المأمولة، وسجلوا مآثر ضخمة في الدفتر التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة”.

ووصف الطبيب فون دايزل النمساوي الذي زار المملكة عام 1926م الملك عبدالعزيز بالنابغة، مستشهدًا بالقول: إذا عرفتم أن ابن سعود نجح في تأليف إمبراطورية تفوق مساحتها مجموع مساحات جمهورية ألمانيا الاتحادية، وفرنسا، وإيطاليا، معًا بعدما كان قائدًا لا يتولى قيادة في بادئ الأمر سوى مجموعة من الرجال أصبح قادرا على بمساعدتهم من استرداد العاصمة السعودية الرياض عاصمة أجداده، لم يداخلكم الشك في أن ذاك الرجل الذي يعمل ذلك يحق له أن يطلق عليه “نابغة”.

وُعرف عن الملك عبدالعزيز احترامه العظيم للعلماء على مدار مرحلة عمره فكان يقدمهم على إخوته في مجلسه، وينصت لهم، ومبعث هذا إيمان الملك عبدالعزيز الكامل بثمن العلم والعلماء وأثرهم في الحياة.

وعدّ المؤرخون خروج الملك عبدالعزيز، مع والده الإمام عبدالرحمن وعدد محدود من أشخاص أسرته من الرياض عاصمة السعودية عام 1308هـ المتزامن مع 1891م، الحدث الأصعب في عمره، حيث غادرها وهو في عام الـ 12عامًا، وقيل 15 عامًا، وكانت محطتهم الأولى عقب العاصمة السعودية الرياض واحة “يبرين” في الأحساء، فالبحرين على أن بلغوا في حين بعد إلى الكويت واستقروا بها عدة سنوات ظل فيها الملك عبدالعزيز عالق القلب بالرياض التي صبي وترعرع فيها، وكبرت فيها تطلعاته وآماله.

وعندما وصل الملك عبدالعزيز سن العشرين من وجوده في الدنيا وهو بالكويت، توجه في الخامس من شهر رمضان عام 1319هـ إلى الرياض عاصمة السعودية في سفرية بطولية قاد مسيرتها بمعية 40 رجلًا ليتمكنوا من اختراق جوف الصحراء التي تلتهب رمالها تحت أشعة الشمس الحارة، وصاموا رمضان في واحة “يبرين” في الأحساء، وعيدوا في موقع يقال له “أبو جفان”.

وخلال السير في الطريق اتخذ الملك عبدالعزيز آل سعود من واحة “يبرين” مقرًا له لتأدية خطته في إسترداد العاصمة السعودية الرياض، وتقع تلك الواحة بمحاذاة رمال الربع الخالي من الجهة الشمالية على في أعقاب 160 إستعدادًا جنوب الأحساء، و175 ميلاً عن العاصمة السعودية الرياض شرقاً، وخلال السير مرّ الملك عبدالعزيز ورجاله بـ”أثار” وهي واحدة من قرى الأحساء.