سبب هجرة المسلمين الى الحبشة ومعلومات اخرى

سبب هجرة المسلمين الى الحبشة ومعلومات اخرى … هو عنوان ذاك المقال، وواضحٌ أنَّ كتب السيرةِ النبوية تحدث عن الهجرةِ إلى الحبشةِ على نحوٍ معمقٍ، فمتى كانت الهجرةُ إلى الحبشةِ؟ وما دافعُ هجرةِ المسلمينَ إليها؟ وكم كان عددهم؟ وما هي أسباب اختيار النبيِّ -صلى الله الله عليه وسلم- لأرضِ الحبشةِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابةَ فوق منها في ذلك المقال.

سبب هجرة المسلمين الى الحبشة ومعلومات اخرى

سبب هجرة المسلمين الى الحبشة ومعلومات اخرى
سبب هجرة المسلمين الى الحبشة ومعلومات اخرى

معروفٌ أنَّ المسلمينَ هاجروا إلى الحبشةِ إثنين من المراتِ، وإنَّ دافعَ هجرتهمْ إلى أرضِ الحبشةِ في المرتينِ يعودُ إلى اشتدادِ أذى كفارِ قريشٍ للمسلمين، فأمرهم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالهجرةِ فرارًا بدينهم، ويعودُ دافع اختيارِ أرضِ الحبشةِ؛ إذ أنَّ ملكها ملكًا عادلًا لا يُظلمُ عنده أحدٌ من النَّاس، وفيما يجيء الحديثِ عن الهجرتينِ بشيءٍ من التفصيلِ:

الهجرة الأولى إلى الحبشة

هاجرَ المسلمونَ إلى الحبشةِ في العامِ الخامسةِ من بعثةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد وصلَ عددُ المسلمونَ آنذاكَ عشرٌ من الرجالِ وأربعٌ من النسوةِ، وقد خرجوا فرارًا عن طريقِ البحرِ، وقد تبعهم كفار قريشَ آنذاك لكنَّهم لم يلحقوا بهم، ومن الصحابةِ الذينَ هاجروا الهجرةَ الأولى: عثمانُ بن عفان، وزوجته رقية، وأبو سلمة وقرينته أم سلمة، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون.

 

الهجرة الثانية إلى الحبشة

وصل خبر إسلامِ كفار قريشٍ إلى المسلمونَ في أرضِ الحبشةِ، الأمر الذي جعلهم يرجعونَ إلى مكةَ، وفي طريقهم علموا بكذبِ ذاك الخبرَ، فرجع منهم إلى الحبشة من رجع، وعاد من بينهم إلى مكة من رجع، وهناك اشتدَّ أذى كفارَ قريشَ عليهم، ووقتها أمرهم النبيُّ بالعودةِ إلى أرضِ الحبشةِ، فهاجرَ بضعٌ وثمانون رجلًا، وثمانية عشرَ امرأةٍ

اقراء ايضا : كم سنة قضاها رسولنا الكريم في الدعوة إلى الإسلام .. الاجابة

أسباب اختيار أرض الحبشة للهجرة إليها

ذكر في الفقرةِ الأولى من ذاك الموضوع أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اختارَ أرضَ الحبشةِ جراء عدلِ ملكها، إلا أن ثمة عوامل ومحفزات أخرى لذا الاختيارِ، وبينما يجيء ذكرها:

أنَّ أهلَ الحبشةِ من أهل كتاب

إذ أنَّهم كانوا يتبعون الديانةَ النصرانيةَ آنذاكَ، وذلك دافعٌ كافٍ لتقبل طلبَ التوحيدِ، مثلما أنَّ النبيَّ آنذاكَ شعرَ بأنَّ قلوبَ النصارى ستكونُ أقربُ لهم من غيرهم، وقد أكدَ القرآنُ الكريمَ تلك الحقيقةَ في قول الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}

أنَّ أرضَ الحبشة بعيدة عن مكة

وإنَّ هذه الأفضليةَ حجةٌ من أسبابِ توفيرِ الأمنِ والأمانَ للمهاجرينَ؛ إذ أنَّ بعد كفار قريشَ عنهم يجعل الوصول إليهم أمرًا عسيرًا، ومن ثم يبتعد أهل الإيمانِ عن ظلمِ كفارَ قريشَ وجبروتهم، مما يجعلهم آمنين مطمئنينَ في أرضِ الحبشةِ.

أنَّ الحبشة دولة مستقلة

لقد كانت أرضُ الحبشةِ آنذاك جمهوريةٌ مستقلةٌ سياسيًا، وليس أعلاها سلطة من أحدٍ أجدد، ومن ثم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يخشَ أن يقومَ أحدٌ من أمراءِ الدولِ الأخرى بفرضِ سيطرته على النجاشي وأمره بإرجاع المسلمينَ إلى مكةَ أو تسليمهم إلى كفارِ قريش