ماهي مراحل النمو عند بياجيه … جان بياجيه هو عالم نفس تربوي وفيلسفوف سويسري بدأ بالاهتمام بالنمو الفكري عند الأطفال وقتما كان يعمل في باريس، واستحدث أسئلة اختبار الذكاء عند الأطفال، حيث لاحظ جان بياجيه أنّ الأطفال في الأعمار المتقاربة يخطؤون الخطأ نفسه، ومن ثم استنتج أنّ كيفية تفكير الأطفال تتفاوت بشكل ملحوظ عن الكبار، واختبار المساعي والفرضيات التي أجراها على طفلتيه، حيث كان يحاورهما ويراقب سلوكهما ويسألهما حتى يعرف كيف ينمو عقل الإنسان منذ الطفولة وحتى البلوغ.
إنّ نظرية التطور المعرفي لدى جان بياجيه تجسد من أكثر النظريات التي استنتجها؛ ولذا لأنّها تقيس الإمكانيات وما يرتبط بالذكاء، والذي حتماً يتبدل حينما توفر الإنسان في السن، ومن خلال ذلك الموضوع سنتعرف على أبرز فترات الإزدهار لدى جان بياجيه.
اقراء ايضا : نباتات المنطقة القطبية صغيرة وقصيرة تنمو قريبًا من سطح الأرض ل .. اليكم الاجابة
ماهي مراحل النمو عند بياجيه
المرحلة الحسية الحركية
هي الفترة التي تكون بين لحظة الولادة وحتى عمر السنتين، إذ يستخدم الطفل فيها الأشياء الملموسة التي يتلقاها من العالم الخارجي، ويتعامل معها حركياً مستعملاً عضلاته ويديه، ومثال ذلك أنّ الطفل عندما يُمسك لعبة فإنّه يمسكها بيديه ويحاول معرفة أجزائها ومكوّناتها، فيحاول تفكيكها أوتركيبها، وقد قسم بياجيه هذه المدة إلى أربعة جوانب هي:
منحى المرونة العضوية: تتمثل بقيام الطفل بحركات عشوائية في العينين والرأس واليدين والقدمين في الافتتاح، وبعدها تبدأ هذه الحركات بالاستقرار بهدق إتقان الجهد، من الأمثلة على ذاك عند إمساك الولد الصغير الرضاعة بحركات عشوائية غير منتظمة، ثمّ ما يلبث أن يمسكها بإتقان كلما تمنح بالعمر.
جانب التأقلم الداخلي: فيها يكيف أعضاءه الجسمية لتستجيب للمنبهات الخارجية والتي يتعامل معها في بداية الأمر عن طريق الفم، ومثاله تحريك الغلام لعضلات فمه وشفتيه مع إفرازات الغدد اللعابية، وهي شواهد لتكيف أعضاء بدن الغلام التي تتعامل مع الغذاء الذي يُقدم له.
ناحية المواءمة: يتضمن مواءمة الصبي بين المؤثرات البيئية التي يواجهها والحركات العشوائية التي يقوم بها، بحيث يُدخل الولد الصغير أنماط عصرية من التفكير، وهكذا تجعله أكثر استقراراً مع الجو المحيط المحيطة به.
ناحية الترابط بين الحس والحركة: هو الجانب الذي يكشف التوافق بين حركات الولد الصغير مع إحساسه، بحيث يمكنه الاستحواذ على أشياء من الظروف البيئية التي تنسجم مع إحساسه الداخلي، فمثلاً عند رفض الصبي المأكولات المالحة والمرة وتقبُّل الأغذية الحلوة هو أضخم دليل على ترابط حاسة الذوق عنده وحركاته.
مرحلة ما قبل العمليات
تشمل عمر السنتين إلى السبع أعوام، وتتميز بعدم استجابة الطفل للمعلومات البيئية المتغايرة وبطريقة حسية حركية فورا، حيث يبدأ الذهن بالعمل، ثمّ يبدأ التفكير الرمزي عند الغلام وبعدها التفكير الحدسي، وبالتالي فإنّ تصرفاته ونظراته ستختلف حيث تميل إلى المنطقية؛ وهذا لأنّ العقل يعمل مع الفترة الحركية للطفل، ومثالها عندما يروي الولد الصغير حكاية من خياله، أو يتمكن الصبي من دراية أنّ الطيور تشترك فيما بينها بخاصية الطيران، ويعمم هذه الأسلوب والكيفية يملك، يكون قد دخل فعلياً بهذه الفترة.
مرحلة العمليات المادية
توضح هذه المرحلة من عمر السبع أعوام إلى اثني 10 سنة، وفيها يبدأ الطفل بتنفيذ الأمور المحسوسة ومقارنتها، حيث تبدو فيها مفاهيم المقارنة والممايزة، وتزداد تلك الإمكانيات بالتفاعل مع الظروف البيئية والأقران، ومثالها أنّ الطفل يستطيع أن يربط المركبات المماثلة في مجموعتين مستقلتين من إذ اللون والطراز.
مرحلة العمليات التجريدية
توضح في العادة من عمر اثنتي عشرة سنة فما فوق، وفيها يقدر على الولد من إلمام وفهم المفاهيم المجردة، مثل مفهوم الصدق والأمانة والعدالة، ويربطها بمواقف محسوسة، ومن ثم فإنّ هذه المرحلة تشكل بداية التفكير الاستنباطي الإفتراضي والقدرة على اتخاذ الأحكام بكيفية الاستنباط.